رب ضارة نافعة تلك الازمة المالية التى تلقى بظلالها الكثيفة على العالم الان غنيه فبل فقيره وقويه قبل ضغيفة فالكل فيها مضار ولكن هناك دول تحترم شعوبها وتعلن الحقيقة وتحاول جاهدة ان تحتوى الازمة و دول لا تحترم شعوبها فهى تطلق التصريحات الوردية لاقناع الناس انهم بعيدون كل البعد عن هذا الامر وانهم لن يتاثروا مثلما صرح وزير الاستثمار المصرى فى جريدة المصرى عدد اليوم عدد 20/10/2008 بقوله إن مصر فى أمان من الأزمة المالية العالمية الراهنة، وإن ما يجرى حاليا لا يعنى فشل الرأسمالية والعودة إلى الاشتراكية، مؤكدا أن الوضع فى مصر عكس الحال فى العالم، إذ تجنى الدولة الآن ثمار الإصلاح الاقتصادى والمالى ولا ادرى اين هى هذه الثمار وهل نزلت الاسواق ام لا وعموما هو تصريح وزير ؟؟ فبعد ان زحفت الراس مالية على كل شيء واصبحت راس مالية متوحشة كما اسماها البعض وظن اهلها انهم قادرون قاهرون ولن يقف فى طريقهم شيء فاستطال بنيانهم واشتد عدوانهم وكثر بغيهم وتفشى ظلمهم وظن المظلوم انه لا سبيل لوقف هذا الطعيان ومع دعوات المظلومين فى كل الاماكن التى امتدت لها اليد القذرة بالبغى والعدوان فى شهر رمضان والتى اخذت طريقها الى جبار السماوات والارض واذا بهذة الازمة المالية تدك عرش الراس مالية الباغية فى عقر دارها ليعلم الجميع ان لهذا الكون الاه مدبر حكبم قوى قاهر يجب ان يطاع وان قوانين البشر قاصرة عاجزة ومهما بلغ الانسان من علم ففوق كل ذى علم عليم وصدق ربنا اذ يقول ( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ )(البقرة: من الآية140)
ان هذه الازمة المالية التى هى حديث الناس تذكير من الله لعباده لعلهم يرجعون واحسب ما يدور الان بين المتخصصين فى مجال المال والاقتصاد وهم ينادون الى تصفير سعر الفائدة وانهاء هذا الربا الذى يتعاملون به والعودة الى الاسس التى وضعها الاسلام فى المعاملات المالية وانها طريق الخلاص هى جزء من هذه الصحوة التى تريد العوده بالناس الى رب الناس وصدق ربنا اذ يقول (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24)
فما كان يظن احد ان يحدث هذا للاقتصاد الامريكى وكل من ارتبط بهذا الاقتصاد العملاق الذى اصبح قزما بين عشية وضحاها ( وما يعلم جنود ربك الا هو ) وحديث المتخصصين فى اوروبا وغيرها عن الاقتصاد الاسلامى فى مقال البابا والقرأن والعالم الان ينتظر من يخلصه من ازماته وامراضه ولا اجد بديلا عن حتمية الحل الاسلامى .