تحليل اخبارى : لماذا تقصف اسرائيل قطاع غزة قصفا عشوائيا؟
بكين 29 ديسمبر/ بثت وكالة انباء الصين الجديدة تحليلا اخباريا تحت عنوان // لماذا تقصف اسرائيل قطاع غزة قصفا عشوائيا؟ // وفيما يلى موجزه:
شنت القوات الاسرائيلية فى صباح يوم 27 ديسمبر الحالى غاراتها الجوية الواسعة النطاق على قطاع غزة مما ادى الى مصرع 190 شخصا واكثر، ويمكن القول بان ذلك خارج ما يتوقع, هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، كان المحللون ووسائل الاعلام فى القدس يتوقعون منذ الزمان انه لا مفر من ان تشن القوات الاسرائيلية عملية عسكرية على قطاع غزة قبل الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها فى فبراير المقبل.
نرى من السبب المباشر ان الهجمات الصاروخية المتكررة التى تشنها حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية / حماس/ هى فتيل نسف. انتهى فى يوم 19 من الشهر الحالى مفعول اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين اسرائبل وحماس لمدة ستة اشهر، بالرغم من ان الجانب المصرى قام بالتوسط من خلال ذلك، الا ان الطرفين لم يتوصلا الى اتفاق حول تأجيل اتفاق وقف اطلاق النار بينهما. خلال اسبوع من يوم 19 الى يوم 26، اطلقت حماس اكثر من 200 صاروخ وقذيفة هاون الى جنوب اسرائيل، بالرغم من ان ذلك لم يؤد الى عدد كبير من المقتلى والجرحى، الا انه اخاف سكان هذه المنطقة خوفا شديدا. وتحول هذا الخوف الى استياء الى حكومة اسرائيل، فازدادت نسبة تأييد الاستطلاع الشعبى الداعى الى شن الهجوم على قطاع غزة ازديادا سريعا، لتصل الى 50 بالمائة؛ وتواصلت الاصوات حول المطالبة بطرد وزير الدفاع الاسرائيلى باراك من منصبه، اضطرت حكومة اسرائيل من الضغط الداخلى الى الموافقة على شن العملية العسكرية على قطاع غزة.
نرى من الاسباب العميقة الطبقات ان الهجوم على قطاع غزة هو نتيجة من المصارعة بين القوى السياسية داخل اسرائيل قبل الانتخابات. بالرغم من انهم يدركون ان شن العمل العسكرى تكمن فيه مخاطر، الا انهم يقدرون من نقاط انطلاق متفاوتة ان الضرب هو خيار اكثر فائدة بالنسبة اليهم بعد مقارنتهم بين الفوائد والمضار، فيؤيدون شن العمل العسكرى واحدا بعد اخر.
نرى من موقف الحزب الحاكم كاديما، فان الضرب مضطر عليه من الاوضاع: وفقا لاحدث استطلاع شعبى صادر يوم 25 ، اذا اجريت الانتخابات بالتصويت الان، فستفوز الاحزاب اليمينية بقبادة حزب الليكود على الاحزاب اليسارية بقيادة حزب كاديما بتفوق كبيير من 12 مقعدا. لاجل تهدئة الشعور الانتخابى، اصبح الرأى الذى تتخذه ليفنى رئيسة حزب كاديما ووزيرة الخارجية الاسرائيلية التى ظلت معتدلة اصبح متشددا خلال الفترات الاخيرة، حتى تصرخ علنا بانه اذا فازت فى الانتخابات، فستطيح بسلطات حماس، ورفضت الاقتراح الذى قدمه الجانب المصرى حول مطالبة الجانب الاسرائيلى بضبط نفسه خلال المحادثات التى اجرتها مع الرئيس المصرى مبارك يوم 26.
وفى الوقت نفسه، بالنسبة الى الائتلاف الحاكم، فان الضرب المبكر اكثر فائدة من الضرب المتأخر. لانه انطلاقا من زاوية التحليل العسكرى، من المستحيل ان تمنع اسرائيل الهجوم الصاروخى الذى تشنه حماس وان تحتل اسرائيل قطاع غزة من جديد، ولا يمكن الا ان تحاول ان تنزل بها خسائر فادحة فى غضون وقت وجيز، لتجبرها على عودتها الى طاولة المفاوضات. طلما تتحرك مبكرة، من المحتمل الاكبر ان تحقق هذا الهدف قبل اجراء الانتخابات، بينما من المحتمل ان تزعجها حماس اذا تحركت متأخرة، مما يجعلها تفقد مبادرتها فى المعركة الحقيقية ومعركة الانتخابات.
نرى من زاوية كتلة الليكود الحزب المعارض، فان الضرب هو // صفقة تجارية// تربح ولا تخسر. اذا تمكنت العمليات العسكرية الاسرائيلية من منع الهجمات الصاروخية التى تشنها حماس، فيمكن ان تجعل كتلة الليكود التى ظلت تدعو الى استخدام الوسائل المتشددة فى مواجهة حماس، المآثر ترجع اليها، لتكسب درجات فى المعركة الانتخابية، اذا اصيبت تحركات القوات الاسرائلية بنكسة، حتى تقع فى الوضع الحرج الذى شهدته اثناء النزاع مع لبنان فى عام 2006، فيمكنها ان تحمل الائتلاف الحاكم تلك المسؤوليات، ولا تخسر كتلة الليكود فى المعركة الانتخابية.
بالنسبة الى اولمرت رئيس الحكومة الانتقالية، فان الهجوم على قطاع غزة يمكن القول بانه اخر فرصة لتقويم سمعته فى حياته السياسية نظرا لعدم التمكن من فوزه فى الانتخابات، واذا فشل، فليست نتيجة ذلك الا ترك منصبه؛ وبالعكس اذا نجح، فيستطيع ان يستغل هذه الفرصة لمسح // // وصمة عار// فى النزاع الاسرائيلى اللبنانى، وكذا يخلف // ارثا// لليفنى. وبهذا السبب، بالرغم من ان بعض الخبراء يحذرون من ان القوة الفعلية التى تتمتع بها حماس الان شهدت نموا ملحوظا عما كانت عليه قبل سنتين، فان الهجوم الذى تشنه القوات الاسرائيلية قد يكون اصعب مما يتوقع، ويمكن ان يؤدى الى عدد كبير من القتلى والجرحى، ولكن اسرائيل حكومة وشعبا توصلت ايضا الى اتفاق بشأن مسألة الهجوم الذى شنته القوات الاسرائلية على قطاع غزة قبل حلول رأس السنة الجديدة. ولكن، هل يمكن ان تتقدم لعبة الشطرنج حسب فكرتهم، علينا ان نراقب ردا توجهه حماس فى المستقبل. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/